تلك المرآه تنتظر ولدها

عشرة سنين مرت ولازالت تلك السيدة التي حفر وجع الزمان على جبينها وحفرت خطوط الدموع فوق الخدود المسمرة وهي لازلت تنتظر ابنها فلذة كبدها الشهيد.  يالقساوة الأيام كم هي مفجعة وكم هو الشعور السيئ على وقع جواب المجهول.



 لا أحد يعلم كيف ومتى ولماذا وإلى أين المصير سنين مرت أسميناها سنين الكوابيس ولو أن كلمة كابوس لا تكفي للتعبير عن هذا الذي حصل ولكن عندما نسترجع ذاكرتنا نفتقد إلى أناساً أحببناهم وأصدقاء فقدناهم ولم يعودوا ألا في مخيلتنا فتمتلئ العيون بدموع ويتوجع القلب المكسور 



أشخاص أخذتهم أعماق البحار ليهربوا إلى بر الأمان هم وأطفالهم ونسائهم وأناساً ماتوا وهم تحت اسقف بيوتهم ولم يستطيعوا أن يردعوا الموت عنهم ولا عن أولادهم فكان القدر أقوى منهم ورضوا بالمكتوب.  جنود حاربوا ووقفوا وقفة جبالاً دافعوا بكل قطرة دماً عن أرضهم وشرفهم لمنع خراب بلادهم شباباً أستشهدوا بعمر الزهور وسقوا تراب بلادهم بدمهم الطاهر 



في شمال البلاد البرد يفتك بالبشر لا يرحم لأصغيرا ولا كبيراً غرقوا بِخِيَام لم تصد عنهم مطر الشتاء أكل البرد أجسادهم أنظار العالم تنظر على شعباً عاش في قلب الموت ما الذي حصل حتى وصلنا إلى هنا ماذا فعلت بنا هذه الحرب شعباً بأكمله شرد داخل وخارج البيوت خاويةٍ على عروشها الأطفال أكل البرد عظامها . 


 المواقف أبكت الرجال قبل النساء أبكت الشاب قبل الطفل أناساً ظلموا في حرباً لم يعرفوا لعبتها فكانو ضحيتها في وسط الحرب يعيشون قساوة الحياة بأقسى معنى كلمة المرارة حرب علمت الناس دروس في التعذيب والمعاناة لاجئون يعيشون بلا وطن بلا تراب الوطن بلا أهل بلا بيوت. 



 بيوت دمرت بلاد بأكملها حرقة وقسمت نعم هذا الذي حصل بأرض الحضارات ثروات نهبت الغرب يغتصب ثرواتنا وفكرنا . الذي حصل لن يتوقعه أحد بأن يصبح حقيقة ولاكن الكابوس الذي حصل ألف حقيقة نساء رملت كم من أمهات عانوا وحرقة قلوبهم على بعد أبنائهم عنهم فلا يستطيعوه أن يشمو ريحت أبنائهم ألا عن طريق التواصل الاجتماعي أطفالاً شردوا ويتموا حقوق ضاعت أصحاب النفوذ نهبوا وأصحاب الدخل المحدود عاشوا تحت خط الفقر


 الدماء سفكت والعرض نهك والحق أصبح باطل نفوس تغيرت فمنها التي تحطمت ومنها التي أصبح الأخ يأكل حق أخيه تغيرت الموازين فضاع العدل ونهب الحق غيوماً سوداء غطت السماء التي كانت بلونها الصافي ففقدنا خيرات بلادنا


 أصبح الحصول على التدفئة حلم أصبح الخبز الشاغل الأكبر هَمَّ للبشر الكهرباء وان وجدت لا تكفي شيء لتنير قلوب اظلمت ونهكتها حرب دموية او بمعنى يتكلم به العالم حرب أهلية ولكن الحقيقة حرب كونية الجهل انتشر في بلادنا التخلف اصبح عقلية نصف المجتمع الى متى العالم من حولنا صامت عقوبات لاتمر الا على شعب لايعرف الا المجد ألا القوة والعزيمة


 هذا مختصر ماحدث بشعب لايعرف الا الطهارة ولكن الى متى ونحن هكذا الى متى ايها الشعب الحزين ألى متى يا مدينة الياسمين ما الذي حصل بكي يا دمشق أجل أنها بلادي سوريا التي أحببتها وترعرعة على ترابها وشربة من مائها العذب ستبقى صامده مهما تأمرو عليكي الغزات لأنكي بلد السلام والحظارات والاعراق فيكي أجتمعة أديان المقادس والأنبياء من اجل الاطفال البريئة من اجل العجوز البائسة التي تنتظر اولادها ليعودو من السفر ليرجعوا أليها على أمل بعد مافقدوا سنينن ضاعة.  



 عودي إلى طبيعتك عودي كما كنتي عودي إلى حضارتك إلى مجدك إلى هيبتك التاريخية كوني كما كنتي عصية على الأعداء على الأنذال الذين باعوكي ولم يعرفون أنك لاتنكسري عودي بأهلك ليبنوكي من جديد ليعيدوا لكي حقك ومجدك وهويتك ولتُنسي الناس مأساتها لتنسى وجعها ووجع الحرب وجع السنين وجع الظلم وجع الدم والموت وجع الفراق وجع الفقر وسيبقى الأمل وستضيء شمس الشموس وسينتهي الكابوس. 

safaa1elshafei1
كاتب المقالة
writer and blogger, founder of الوعي بين العلم والحقيقة .

جديد قسم :

Post a Comment